الصراع بين الحق والباطل
صفحة 1 من اصل 1
الصراع بين الحق والباطل
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،
فمن أهم السنن الربانية أن يدور صراع بين الحق متمثلاً في دين الحق الذي ارتضاه ربنا للعالمين من لدن آدم حتى قيام الساعة وبين غيره من النظم والدساتير والفلسفات والمناهج المعوجة والمنحرفة عن الإسلام، وفي ذلك يقول -تعالى-: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ) (البقرة:251)، ويقول: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (الحج:40-41).
وأعظم معروف هو إخلاص العبودية لله -جل وعلا-، وأول منكر هو عبادة غير الله من الطواغيت والأهواء والشهوات والإعراض عن شريعة الله، فإذا ثبت أصحاب الحق وصبروا وصابروا تحقق لهم وعد الله بهزيمة الباطل، وهذا الصلااع لا تنهيه معركة واحدة ولا حتى مئات المعارك إذ أنهه يتخذ عدة أشكال ويمتد في مساحات طويلة تجعل الإنسان يقضي حياته كلها في هذا الصراع.
وقد يهدأ في بعض الجوانب ويشتد في جوانب أخرى، استمراره يأتي من كثرة الأعداء في الداخل والخارج، من النفس والأقارب والأموال الأزواجٍ، ومن الشيطان وجنوده، ومن الكفار على مختلف ألوانهم وأشكالهم يهوداً كانوا أو نصارى أو ملاحدة، والإنسان وهب من القدرات والقوى ما يستطيع به مع توفيق الله وهدايته من السيطرة والانتصار.
وهذا الصراع بدأ مع خلق آدم وأمر إبليس بالسجود له فامتنع محتجاً بشرف عنصره، وأنه خلق من نار، فكيف يسجد من خُلق من نار لمن خُلق من الطين؟
فخاب اللعين وخسر عندما اعترض على أمر ربه، ولم يذعن له، ولم يخضع له، بل ولم يستغفر ربه حين عصى بل تمادى في غيه، وسأل الله النظرة والمهلة إلى يوم القيامة (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الحجر:36)، واقتضت حكمة الله إمهاله إلى يوم القيامة (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ . إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (الحجر:37-38)
فوسوس لأبينا آدم -عليه السلام- بالأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، وأقسم لهما إنه لهما لناصح (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ . فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ . قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف:21-23)
لم يعهدا من قبل أن يجدا مخلوقاً يقسم بالله كذباً، ولذلك يقول العلماء: من خدعنا بالله انخدعنا له.
ثم أمر الجميع بالهبوط إلى الأرض: (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) (البقرة:36)،وقطع إبليس عهداً على نفسه فقال: (لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) (النساء:118).
وحذر رب العزة عباده من كيده ووسوسته فقال -سبحانه وتعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) (الأعراف:27)
وامتد الصراع إلى بني آدم وبني إبليس، وبيَّن لنا ربنا -جل وعلا- أن الشيطان (إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6)، وأنه لا حجة له في إغواء العباد: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) (الإسراء:65)، وكل سلطان في القرآن فهو الحجة كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-.
(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) (البقرة:257)، صراع بدأ ولم ينته، بل ولن ينتهي حتى تنتهي الحياة، وفي الحديث: (الجهاد ماض في أمتي لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل حتى يقاتل آخر رجل من أمتي المسيح الدجال) [ضعيف السند وله شواهد]، كقوله: (الجهاد ماض مع كل بر وفاجر) [من رواية مكحول عن أبي هريرة ولم يسمع منه]، وفي الحديث الآخر: (الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِى نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) [رواه البخاري ومسلم].
وقد انحرف كثير من الناس عن منهج ربهم (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (سـبأ:20)، وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَقُولُ اللَّهُ -تَعَالَى- يَا آدَمُ، فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِى يَدَيْكَ، فَيَقُولُ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى، وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ: أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ) [رواه البخاري]، ولذلك يقول -تعالى-: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) (قّ:30).
فالحق لا يعرف بكثرة ولا بقلة، ولكن اعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف من أتاه، واسلك طريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (الأنعام:116)، (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف:103).
والشيطان في حربه وصراعه لبني آدم لا ينام، كما قال الحسن حين سُئل: أينام الشيطان؟ قال: لو نام لاسترحنا.
وللحديث بقية إن شاء الله -تعالى-
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فمن أهم السنن الربانية أن يدور صراع بين الحق متمثلاً في دين الحق الذي ارتضاه ربنا للعالمين من لدن آدم حتى قيام الساعة وبين غيره من النظم والدساتير والفلسفات والمناهج المعوجة والمنحرفة عن الإسلام، وفي ذلك يقول -تعالى-: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ) (البقرة:251)، ويقول: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (الحج:40-41).
وأعظم معروف هو إخلاص العبودية لله -جل وعلا-، وأول منكر هو عبادة غير الله من الطواغيت والأهواء والشهوات والإعراض عن شريعة الله، فإذا ثبت أصحاب الحق وصبروا وصابروا تحقق لهم وعد الله بهزيمة الباطل، وهذا الصلااع لا تنهيه معركة واحدة ولا حتى مئات المعارك إذ أنهه يتخذ عدة أشكال ويمتد في مساحات طويلة تجعل الإنسان يقضي حياته كلها في هذا الصراع.
وقد يهدأ في بعض الجوانب ويشتد في جوانب أخرى، استمراره يأتي من كثرة الأعداء في الداخل والخارج، من النفس والأقارب والأموال الأزواجٍ، ومن الشيطان وجنوده، ومن الكفار على مختلف ألوانهم وأشكالهم يهوداً كانوا أو نصارى أو ملاحدة، والإنسان وهب من القدرات والقوى ما يستطيع به مع توفيق الله وهدايته من السيطرة والانتصار.
وهذا الصراع بدأ مع خلق آدم وأمر إبليس بالسجود له فامتنع محتجاً بشرف عنصره، وأنه خلق من نار، فكيف يسجد من خُلق من نار لمن خُلق من الطين؟
فخاب اللعين وخسر عندما اعترض على أمر ربه، ولم يذعن له، ولم يخضع له، بل ولم يستغفر ربه حين عصى بل تمادى في غيه، وسأل الله النظرة والمهلة إلى يوم القيامة (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الحجر:36)، واقتضت حكمة الله إمهاله إلى يوم القيامة (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ . إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (الحجر:37-38)
فوسوس لأبينا آدم -عليه السلام- بالأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، وأقسم لهما إنه لهما لناصح (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ . فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ . قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف:21-23)
لم يعهدا من قبل أن يجدا مخلوقاً يقسم بالله كذباً، ولذلك يقول العلماء: من خدعنا بالله انخدعنا له.
ثم أمر الجميع بالهبوط إلى الأرض: (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) (البقرة:36)،وقطع إبليس عهداً على نفسه فقال: (لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) (النساء:118).
وحذر رب العزة عباده من كيده ووسوسته فقال -سبحانه وتعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) (الأعراف:27)
وامتد الصراع إلى بني آدم وبني إبليس، وبيَّن لنا ربنا -جل وعلا- أن الشيطان (إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6)، وأنه لا حجة له في إغواء العباد: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) (الإسراء:65)، وكل سلطان في القرآن فهو الحجة كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-.
(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) (البقرة:257)، صراع بدأ ولم ينته، بل ولن ينتهي حتى تنتهي الحياة، وفي الحديث: (الجهاد ماض في أمتي لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل حتى يقاتل آخر رجل من أمتي المسيح الدجال) [ضعيف السند وله شواهد]، كقوله: (الجهاد ماض مع كل بر وفاجر) [من رواية مكحول عن أبي هريرة ولم يسمع منه]، وفي الحديث الآخر: (الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِى نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) [رواه البخاري ومسلم].
وقد انحرف كثير من الناس عن منهج ربهم (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (سـبأ:20)، وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَقُولُ اللَّهُ -تَعَالَى- يَا آدَمُ، فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِى يَدَيْكَ، فَيَقُولُ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى، وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ: أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ) [رواه البخاري]، ولذلك يقول -تعالى-: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) (قّ:30).
فالحق لا يعرف بكثرة ولا بقلة، ولكن اعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف من أتاه، واسلك طريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (الأنعام:116)، (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف:103).
والشيطان في حربه وصراعه لبني آدم لا ينام، كما قال الحسن حين سُئل: أينام الشيطان؟ قال: لو نام لاسترحنا.
وللحديث بقية إن شاء الله -تعالى-
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى